23‏/03‏/2010

كانَ وليتهُ ماكانَ




كانَ وليته ماكانَ ..

يسافر في مراكب عشقي

و نفسه العاشقة تتولى القيادة

ومعشوقه في الخلفِ يأبى ..

أن لا يدُسُ بين البسمات عِناده

هيَّ نفسهُ ذاتها

لمعشوقه ماءه و خبزه وكُل زاده

ولكنهُ الكبرياء يأبى ارتياده

تعلَّق في تلابيب قلبي

ولكن القلب يهوى عناده

فأين لكـ يا قلبي كهذا

لتشكي يوماً قلة اورداده

هوَّ الكامل لا يعطي أبداً

صفة الكمال لأحدٍ من عباده

كانَ وليتهُ ماكان ..

فالكان ماضٍ , والماض لا يرضى امتداده

فشربتُ الحرفَ وسكرتُ في قصائده

اغتسلتُ وتبتُ ..

وصليتُ الفجر في معابده

فالتكُن صلاة الشعر شفيعتي

علَّني من تيمُني أستبيح للماضي مداده

16‏/03‏/2010

هذرة مامنها فايدة ..

قرر النهار أن يأخذ غفوته المعتادة , فصحى الليل الكسول جائعاً , فأكَل الوقت بسرعة جنونية حتى وصل لمنتصفه فشبع ,

الساعة الثانية بعد منتصف الليل , القمر بدأ يشعر بالنعاس و أنا مازلت في صحوة تامة ..

بدأ الليل يتمايل بثوبه الأسود ينتظر الصبح ليحل محله فقد غلبه النعاس هوَّ الآخر , و مازلت في صحوتي ..

الثانية و أربعين دقيقة , كل أنواع الضجيج في سباتها ماعدا ضجيج مكيفي اللذي استوحشته طوال فترة الشتاء الماضية ,

كل الأضواء مطفأة ماعدا ضوء أبجورتي الصفراء ..

كل العيون مغلقة ماعدا عيني الحالكة السواد ,,

كًل تلكـ الشواذ , تخبرني بأنه وقت الخوض في معاركـ الحروف , إنه وقت البوح و الهذيان

أخبرتها بأني لا أخبأ في جعبتي عنواناً لأبيات شعر ولا مشاعراً تستأنف خاطرة ولا فكرةً تحيكُ قصة أو أقصوصة ..

ولكنهً الصبح سيرفض البزوغ و الوقت يرفض السير , فعجلاته الأحرف ووقوده الهذيان , فلكل شيء وقته يا أنا ..

إليكـ ماتريد أيها الوقت , فمن يتجرأ على معاندة السلطان ؟؟

وها قد تجرأ الليل لمقاربة الفجر , إنها الساعة الثالثة ودقيقة

هُنا , أخذت كُل الأفكار تداعب خاصرة هذياني , علهُ يشتهي وصالها على ظهر الورق , ولكن عذراً يا صغار أفكاري لنا موعد قريب

فقد أخذت صحوة النعاس بتوبيخي , غداً أي بعد ثلاث ساعات من الآن سيُجبرني رنين المنبه المزعج في هاتفي على النهوض ..

سيجبرني على ارتداء لباس الحيوية و النشاط , لتحمل آلام الجلوس على كراسي الــ( BTI ) التالفة من الثامنة صباحاً وحتى الثالثة ظهراً

فعلى روحي غداً السلام ..

15‏/03‏/2010

~ حنِينٌ بِلَون الَـ فَيْرُوزْ ~



تُطْرِبُني الفَيْرُوُز حِينَ تَقُوْل :

((أنا عَندي حَنيِن مابَعرِف لَمِينْ

ليِلِي بِيخْطَفنِي مابيْن السَهرَآنِين

بِيصيرْ يِمَشِينيْ ~ لَبَعيد يُوَديِني

تَا أعرَف لَميِن ~ ومَابَعرَف لَميِن ..!!))
،

،
هيَّ لاتُطرِبَني بمَعْنى أَن تَجبُرَ خِصريْ عَلى المَيَلآن

بَل هيَّ تُغري الحُروّّف لتَتَزاوَجَ مَعَ الأُخرىّ

وَتَنجِبَ كَلِماتٍ تَحتَرِفُ الرَقصَ عَلىّ هَوامِش الصَفَحآت

وَتَلتَقِطُ رَقصاتَها عَدَسآت القُراء ,, لِتُشَكِلَ لوحةً بِعنوآن

~ حنِينٌ بِلَون الَـ فَيْرُوزْ ~
،

،

أحِنُّ للتيهِ فِيّ خُطوُطِ يَدَيْهـ

والغَرَقُ في بَحرِ عينَيْهـ

والسَكِنةُ بِجِوارِهـ

ومشاكَسَتِهِ كَطِفلةٍ عَلىّ عَتَبةِ دَارِهـ
،

،
أحِنُّ للهَدآيا البَسِيطَة

كَطَوقُ اليَاسَمِين أُزَيِّنُ بِهِ جيِدِي

كَوَردةٍ حَمْرَاء أستَمِدُ مِنْها إورِِدآدَ خُدُودِي
،

،
أَحِنُّ لَأَن أغْزِل بِرُمُوشِي ثَوبَاً للِقاءْ

أسوَدَ اللَوْنٍ , بِفُصوصٍ لَونِ السَماءّ
،

،
سأبدأُ بِتَسريِحِ جَدائِلي فإلى حِيـْــــنْ

سَيتَجَدَدُ فِيني الحَنِين

سأفُكُها وأُسَرِحُها مِنْ جَديِد
،

،
لَنْ يَرحَلَ مَعَ الصَيفِ حَرارَة اللِقاءْ

بَلْ , سَأُحيِكَ مِنْ خَصَلاتِ شَعْرِي السَوداءْ

وِشاحَاً يَقِيكـَ بَردَ الشِتاء ..!!
،

،
أحِنُّ لِحَكاوِي أُمي قَبلَ أنْ أنَام

عَن سَيدةَ الثَلج الأمِيرة سنُوايْت

فأزعَمُ الإغماء ,, مُنتَظِرةً قُبلةً مِن أمِيرِي ~ تَعُودُني للحَياة ~
،

،
وَتَخرِسُ الفَيرُوز

وتُطوى صفَحاتُ الحَنيِِِِنْ

ببـُروُدة الإنتِظاآآر ..!!

ولَمْ يَبقى لي سِوى ثَمَةَ سُطوُر ,,

يَخِيلُ لِي بِأنَها لَيسَتْ كافِيةَ لأَن تُسَمى شِعراً أو خاطِرة أو بيتَ قَصيِدْ
،

،

فالتتبَخَر حُروفُها هبَاءاً , هَبآء

 


كُتِبَت فيـ : 18/7/2007

11‏/03‏/2010

صباحٌ متخلف

بعد أن يستعد الصباح للنهوض , يغسل جسده من غُبار الظلام وينظف مسامعه من مواء القطط و عواء الكلاب , يرتدي ثوبه الأصفر الأنيق , ويُطرب بزقزقة أصدقائه العصافير ,

يُجبرنا بأوامره المستبدة على النهوض من أسرتنا الدافئة , لتحتضننا مقاعد سياراتنا الحريرية و الإصطفاف في زحمة السيارات التي ماعادات شوارع بحريننا الحبيبة تستوعب عددها الهائل,

نصل أنا وزميلاتي الأخريات إلى ساحة المعركة للجهاد بأسنة الأقلام و أوراق الدفاتر

ومع أول وقعة قدم لنا على أرض المعركة , بكل مالدى الصباح من أنانية مفرطة يستقبلنا بحرارة شديدة و يحرق جبهاتنا البيضاء بخيوط شمسه الذهبية لتتيح له مع الأيام فرصة أكبر للغرور بإشعاعه وجماله

تتباطئ خطواتنا للوصول إلى بقعة صغيرة تحيطها أربع جدران بائسة سأمت الهرج ذاته كُل يوم ,,

أما الغرفةالتي تخصـ(ـها) فهيَّ أقل مايقال عنها ( مسكينة ) , أستطيع أن ألمح بعض الأسى في عيون مقبض الباب و الطاولة و الكرسي و السبورة وأقلامها المستهلكة, و كتبها المسكينة التي حكم عليها القدر بأن تتأبطها تلكـ المرأة كُل يوم.

نرسل لها بعض ابتسامات صفراء كاذبة تقول في ظاهرها صباح الخير, و في قرارة نفسها ( أيَّ خيرٍ وأي صباح هذا ؟؟)

تزعم الجدية كعادتها , فتقف , تلقي التحية بالإنجلينزية التي لا تلائم مظهرها الغير متحضر; تستدير بثقة عالية لتستعرض جلبابها الفضفاض اللامع ذو الجيوب العريضة الساتر كل شيء تقريباً ماعدا بنطالها الأسود المخطط بخيوط بيضاء رفيعة , وبدوره يغطي جزئاُ من حذائها اللذي يشبه تماماً حذاء زوجها , ويحيط برأسها حجاباً لم يعد يباع إلا في الأسواق الشعبية , تحاول أن تستر بحجابها وجلبابها الفضفاض كل مايجب ستره إلا إنها عارية , بل وعارية تماماً حتى من بعض خلُق أو شيئاً من الذرابة و اللطف.

تتذكر بأنها أمرأة فتصطنع الغنج والدلال المخصص للنساء فقط , وتتسمى بهِ أيضاً , تدخل الـ(section) بصفتها أستاذة المادة ومربية الفصل , إلا إنها تثير إشمئزاز كل طلابها بخفة دمها المصطنعة و أخلاقها الغير مهذبة .

ولكنني وبكل مالدي من الصراحة أقر بأنها ماهرة , فكيف لديها القدرة بأن تلبس صباحنا الأصفر الأنيق لباسه الرمادي المتخلف.

09‏/03‏/2010

لعنة الشيطان ماتت ..!!

لعنة الشيطان حلَّت
في ربوع الحلم حطت
قادت السُمَ لبابه

جيشها الملعون عدَّت
وحروب الظلم شنَّت
أبرز الجيشُ نيابه

بغير حق سلبت
بكل جرمٍ قتلت
نبض قلبٍ لأحبابه

فعيون الخوف سهرت
ورماح القذف سُنَت
علَّها تقطع رقابه

فرقاب الرمح قطعت
والمآقي دمعها اكتحلت
شهد الحلم انسكابه

لعنة الشيطان ماتت
نزعة الروح قاسَت
صار ما لم تحسب حسابه

رياض الكونِ زهرَّت
شمعة الحُب ضوَّت
عاد للحلم شبابه