08‏/07‏/2010

ضحايا لإغتصابات الحياة ..(1)

في ليلةٍ صيفية باردة تتجمد فيها مشاعر البشر, أمارس أنا هواية التسكع على أرصفة النفوس, القلوب والذاكرة.. أطل عليها من بعيد بعين مجردة من أكاذيبهم , ألاعيبهم ونفاقهم

فأراهم عراة من الإنسانية, يرقصون على حبل أكاذيبهم بخفة شديدة توصلهم إلا حيث يبتغون دون أي عرقلة ..

حقيقةً, أنا أرى المشاهد كُلهاا بعين واحدة وفي آن واحد , ولأنكم عاجزون على ذلكـ سأُخبركم إياها واحدة تلو أُخرى ..


..(( خيانات سِرية ))..
(..)



هناكـَ فوق الغيمة الوردية وعلى ضوء نجومٍ لازوردية .. وبعدما أضافَت لأناقتها المعهودة بعض لمساتٍ تُثيرُ شهية قلبه وتسرق لُب عقله لتُنيمه وسط مفاتنها كقط صغير ..

تترنح يميناً ويساراً مستطربة على إيقاع دقات قلبها المفتون عِشقاً, تفترش المائدة بأطباقها الشهية , بأصناف الطعام التي يُحبها, والكعكة التي يُدمنها , تعتليها شمعة يتيمة تحترق إنتظاراً..

وهناكـَ حيثَ الإضاءة الصفراء, وعلى كرسيٌ فخم وطاولة خشبية أنيقة تُحيطها ستاثراً شفافة, يُخلص فقط لجنونه , لهزله , ينصاعُ طوعاً لكيدها, تتراجع وقتها فصاحة لسانه و تخونه براعته في التمثيل

يتوعدها بلقاء آخر ثُم يدفع الفاتورة ويخرج ..

لم يعد الآن ما يُثير الشُبهة, لم يواعدها , لم يداعب ببلاهته خاصرة عينيها, لم يتلعثم حينَ تعانقت كفيهِ بكفيها , أبداً, لم تتلبسهُ الخيانة .. فقد تعرت تماماً, فعادت لهُ براعته ودهائه, يشتري لها هدية ليغني أُغنية حُبهما الأوَل ..

لَم تُفرحها الهدية بحجم إبتسامته الصفراء وقُبلة نتنة أنستها دوران عقارب الساعة, أنستها غفوتها على الأريكة فانهالت عليهِ,أبرحتهُ عِناقاً, بانوثتها المفرطة وعيدُ حُبِ أول حبيبي ..!!



(..)



اقتطفن عناقيد العُمر سوياً, تنفست صباحاتهن بروح الصداقة وانجَلت لياليهن بِعُمق الحَكايا, يستقلن مركبة الزمَن ويسافرن إلى محبوبها الأوَل, عاشقها المجنون, أميرُ قلبها وبطُل حكاياتها اليومية, تُطعم قلب صديقتها الضعيف تفاصيلهُ الشهية, مبادئهُ الرجولية, ابتسامته الطفولية, وآهٌ كم تتنفس الصعداء مراراً لتصِف روحه الملائكية وكيف تشعر بالدفء بقربه وكيف يحتويهِ بقلبها وكأنهُ موطنها الفسيح فتسرح فيهِ وتمرح, ولا تدري بأنها بعفويتها الشديدة قد أهدت صديقتها طُعماً لذيذاً على طبقٍ من ذَهب..

ومازالت الحكايا تُعيد نفسها كُل ليلة حتى أنهت الصديقة من رسم خريطة قلبه جيداً وسنّّت أنيابها , نهشته , علكته , حتى صارَ ليناً في الهضم ..

04‏/07‏/2010

ولادة الحرف من رحم المشاعر ..!

رسالة (له) كُتِبت ذاتَ شُعور مبالغ فيه بالحزن ..

هيًّ واحدة من الملفات المتكدسة والمحتكرة في أرشيفي .. وااليوم هيَّ بينكم ..




هذه الكتابة وُلدت في ليلة كان يُفترض بِها أن تكون سعيدة , كان يفترض أن تكون البسمة غذائنا ولباسنا ومسكننا , ولكن الـ(كان) هُنا لم تكون ,,

وُلِدت هذهِ الكِتابة في ليلةٍ لفظت فيها البسمة أنفاسها الأخيرة ولم تُنفخ فيها الروح من جديد ,, وُلِدت هذهِ الكتابة بغير آلام المخاض ,, بل ولادة يسيرة ,, وليتها لم تكن كذلكـ ,, ليتَ الحروف تعسرت عند الولادة و أبت الخروج من رحم المشاعر , فأعود للنوم وكأن شيئاً لم يكن ..

أكتب لكـَ لأنني أُجيد الكتابة أكثر من الكلام , لأن الحروف تتراقص بين أصابعي في حين تنقطع بين شفاي ,,

أكتب لكـَ بعد أن لملم القمر أشياءه ورحل , و سحبت السماء خيوط الظلام ,, في حين لم تُنزل الشمس خيوطها الذهبية بعد

في حين ما أغلق الكل أبواب يقظته , و فُتحت أبواب الأحلاام القرمزية الجميلة , أنا أتربع أمام هذا الصنم لأُمارس طقوس الكتابة بالدموع ,,

و أزيح عن قلبي عاتق مشاعره المكبوتة ,,



جسدكـ الملقى على فراشي ,, موسيقاكـ الليلية تنفخ في السطور روح الكلام ,, بالله عليكـَ قُل لي: كيف لي أن أشعر باليتم وأنتَ بقربي ,, ألست أمي وأبي وكُل عشيرتي ؟ كيف يتجرأ اليتم ليسيطر على شعوري وكُل هؤلاء قربي ..

كيفَ لكـَ أن تُجبر كل الأشياء الجميلة بالرحيل حينَ ترحل ,, أن تجعل القمر يغفو حين تغفو , والنجوم تزعل حين تزعل , ويغضب الله مني فيبليني ببكاء لا يعرف التوقف حين تغضب ..

أتعلم : أخاف منكـَ حين تغضب , حين تصرخ , لا أخالكـ أنتَ بل روحٌ أخرى اقتحمت وجهك البرئ , الغضب لا يليق بكـ , فأرجوكـ اعتزله ,,

لماذا لا تناديني , لماذا لا تقتحم صفو يتمي , لماذا لا تقطع وصل الحروف , لماذا لا تخرس الدموع , نادني .. نادني ,, وكأن مناجاتي القلبية وصلت للقلبك , فناديتني , فأجبتكـ (( لبيه )) بصمت يثير غضبكـ أكثر و أكثر ,, وأكرر ((لبيه,لبيه,لبيه)) و بالصمت ذاته ,,

فانفجر بركان غضبكـ ,, الذي أطفئه دموعي الصامتة ,,

آآه كم تلذذت بحضنك الدافئ بغير كلام يشوه جماله ,, وبغير رد على عتاباتكـ ,,

ولكن السؤال الذي للتو تعرى من إستفهاماته:  لماذا أبتسم بل أضحك حين أرى وجهكـ حتى ولو كنت في أشد حالات غضبي , و أعلى وترات بكائي ؟؟

الجواب هو: إنني أنثى لاتعرف شيئاً أكبر من البكاء سوى حُبكـ