16‏/02‏/2010

انثى يكتبها الوجع ,,




ذات صباح أسود مخيف , الشمس فيه عابسة و السماء غاضبة متلبدة بغيوم سوداء احرقها الألم , هيَّ تعتكف إحدى الزوايا , ركبتيها تتوسد صدرها وتحتضنهم ذراعيها الهزيلتين

غرفتها تسكنها أشباح الوحدة وتضج برائحة الدموع الساخنة و ولا ينبت في رياضها إلا الوجع

تحترف البكاء بصمت ( ككل يوم ) حتى لا يشعر ببكائها من بقلبه رحمه فيشفق لحالها المسكين..

تواسيها تلك الصغيرات التي لا تؤنَسُ إلا بالرقص على وجنتيها الجميلتين , وتكسر الصمت بعض آهات دافئة تُجيد الغناء على مسرح شفتيها الذابلتين ..

اتخذت من غرفتها مأتماً , تنصب فيه العزاء لأحلامها , أحلامها التي كانت تتعكز عليها , فكانت تبني من خيوطها آمالاً وتغلفها بلون الزهر الذابل و تحتضنها لتنام,,

تنصب العزاء لأحلامها التي عانت آلام ولادتها , احتضنت طفولتها , تمرد شبابها وضعف شيخوختها , ثم ألبستها الكفن , وبكفيها أودعتها مقبرة الأحلام البائسة,

منذُ ذلك اليوم وهيّ تضاجع الأمل الوردي كل ليلة , علها تلد من رحمها حُلماً جديداً ,,, لتحتضنهُ وتنام..

وفي صبيحة اليوم الأسود احتضنت ركبتيها بذراعيها وتوسدت زاوية المأتم , و لن تنم , فقد مات الأمل ,,

ليست هناك تعليقات: